تلك التي عادت إلى الشجر!
أأنت هي؟
أم أن طول الدمع قد
أعمى النظر..
أأنتِ التي سار
الفؤاد بذكرها يوماً
تلو يومٍٍ
تلو يومٍ
حتى اندثر..
و بكى سنيناً
ثم مات
ثم مات
ثم احتضر!
أم أنتِ أنا أحمل
الرغبة المريضة و السر
المستتر..
بالله يا تلك التي ترنو إلى
الأفق البعيد كما الزهور
الساعيات إلى المطر..
كما الرياح المفضيات إلى
الفراغ..كما الشموس
المشرقات على الخطر..
كما الترانيم التي تشدو
لنا بكل أسرار النجوم..
بكل رغبات الخريف..و كل
سكنات الغيوم..
أأنتٍ هي أم أنكِ من البشر!
***
أأنتِ هي؟
أم أنها ماتت منذ ماتت
بقلبي
و صارت كالأثر..
أو أنها إثر ضحكات الطفولة
ذابت، غابت في الشجر!
و تنشقت كل أوراق الهوى
و تلذذت بكل آلام النوى
و حكت لكل أغصان الحياة
عن حبيب انزوى..
عن حبيب قد غُدٍر!
عن قلبها ذاك الذي
قد خلته يوم افترقنا من
حجر...
لكنما صوت لعين بداخلي
يدوي يعيد:
لربما هي قد تصالح من جديد
و لربما ذابت كل أحزان الجليد
لعلها لن تخون بعد اليوم
..فقط ستمتص دم الوريد!
و ترجع للشجر!
***
نظرت إلي و قالت بكل
أسفٍ معتبر:
أنا لست هي يا من
لست أدري ما ينتظر..
فعش حياتك يا حزين
كما يعيش الياسمين
رغم أنواء السنين
أو اصطبر...